رحلة جودة الرعاية الصحية: من اجتهاد فردي لمنظومات معقدة

 رحلة جودة الرعاية الصحية: من اجتهاد فردي لمنظومات معقدة

النهارده لما بنسمع كلمة جودة الرعاية الصحية، ممكن نظن إنها كانت موجودة ومنظمة من زمان. لكن لو رجعنا بالتاريخ شوية، هنكتشف إن الجودة في الصحة مرت برحلة طويلة ومليانة تحديات، ولسه كمان بتتطور قدام عنينا.

البداية: اجتهاد شخصي.. وخلاص؟

في العصور القديمة، الجودة كانت مرهونة بشطارة الدكتور وخبرته الشخصية. مفيش معايير، مفيش تقييم، مفيش متابعة. في مصر القديمة، ثم عند اليونانيين والرومان، كان الطبيب هو الحكم على شغله، والمريض غالباً معندوش غير إنه “يجرب حظه”.

وساعتها نسأل نفسنا:

هل كانت الجودة فعلاً هدف مقصود؟ ولا كانت مجرد نتيجة بيحددها المجتمع حسب المريض خف ولا مات؟

القرن العشرين: لما الجودة ابتدت تاخد شكل علمي

في أوائل القرن العشرين، ظهر دكتور مهم اسمه إرنست كودمان، وكان أول واحد قال إن لازم نقيس أداء الأطباء والمستشفيات بناءً على نتائج علاج المرضى مش مجرد الاجراءات. وده وقتها كان تفكير “غريب” ومعظم المجتمع الطبي ماحبش يسمع الكلام ده.

وده يخلينا نفكر:

ليه كل محاولة لتحسين الجودة بتقابل مقاومة شديدة في الأول؟ هل التغيير الصحي بطبعه بيخوف؟

وبعدها ظهرت منظمات زى الكلية الأمريكية للجراحين، وبدأت فكرة “اعتماد المستشفيات”، واللى اتطورت بعدين للمعايير العالمية زى JCI وISO.

أواخر القرن العشرين: اللى حصل فرق كبير

لما اتنشر تقرير معهد الطب الأمريكي سنة 1999 بعنوان “To Err is Human”، العالم كله أخد باله إن الأخطاء الطبية مش حوادث فردية، دي مشكلة أنظمة! ومن هنا بقى فيه تركيز مش بس على السلامة، لكن كمان على:

     

      • فعالية العلاج (Effectiveness)

      • إن المريض يكون محور الخدمة (Patient-centeredness)

      • الكفاءة و تقليل الفاقد (Efficiency)

      • المساواة بين كل المرضى (Equity)

      • سرعة تقديم الخدمة (Timeliness)

    بس هنا برضه ييجي السؤال:

    هل احنا بجد بنطبق كل ده؟ ولا بقينا بنركز أكتر على الأوراق والتوثيق بدل ما نصلح المشاكل الحقيقية؟

    المستقبل: احنا رايحين على فين؟

    التكنولوجيا داخلة بقوة: ذكاء اصطناعي، تحليل بيانات ضخمة، علاج عن بُعد، روبوتات في العمليات… كل ده بيغير شكل الجودة اللي احنا متعودين عليه.

    بس هنا لازم نقف وقفة:

    هل إحنا فعلاً بنستخدم الأدوات دي علشان نحسن حياة المرضى؟ ولا بس علشان نطلع مؤشرات شكلها حلو؟

    الجودة عمرها ما كانت هدف ثابت، دي رحلة مستمرة. رحلة محتاجة شجاعة إننا نعترف بالغلط، وجرأة إننا نغير، وعقلية مبتكرة تركز على الإنسان قبل كل حاجة.

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *